قبل سنتين تقريبا من الآن قررت أن أكون عبدالإله .. أن أعبر عن أفكاري
.. و أنشر آرائي , و أفعل ما أعتقده
و أن أكون أمام الملأ .. كما أريد أن أكون , لا كما يريدني البشر أن أكون
و كان أجمل مكان لتنفيذ هذا القرار .. هو : تويتر , حيث البيئة جديدة
بالنسبة لي , و منفتحة , و أغلب من أتابعهم أو يتابعوني لم تتكون لديهم صورة نمطية
مسبقة عني بعد
كنت أكتب ما أشاء .. في أي وقت أشاء .. مع من أشاء
تراودني خاطرة ( رومانسية ) في الصباح الباكر عن حلم جميل يداعب
مخيلتي المليئة بالحب , و الحياة الوردية الحالمة التي أتمناها .. فأغرد بها
أقتبس من كتب المفكرين و الفلاسفة و أصحاب الديانات و المذاهب
المختلفة .. فأغرد منها
أسمع لحنا .. أو أغنية .. تطرب روحي .. فأغرد عنها
أحكي عن نفسي .. عمن حولي .. عن أفراحي .. عن أتراحي
لا يردني سوى كيبوردي أو لوحة مفاتيح آيفوني
..
لكنني بعد فترة .. قررت إعادة النظر في كل هذا من جديد .. كعادتي في
كل قرار إتخذته في حياتي
..
هل من الجيد حقا مشاركة الجميع .. كل أفكاري التي أؤمن بها ؟
فكانت الإجابة بعد تفكير طويل .. هو أن تلك الأفكار لا تعدو أن تكون
واحدة من ثلاث :
1 – أن تكون الفكرة جيدة .. لكنها لم تنضج بعد , و لم تأخذ حقها من النقاش
و التفكير و التمحيص
2 – أن تكون الفكرة هامشية .. ضمن ملايين الأفكار التي نؤمن بها في
حياتنا .. بصورة واعية أو غير واعية , و لا تستحق تضييع الوقت للخوض فيها , أو الدفاع
عنها
3 – أن أتراجع عن الفكرة نهائيا .. بعد فترة من الزمن .. إما لخطئها ,
أو لأنها مثالية , و لا تصلح للتطبيق في أرض الواقع
الخلاصة : ليست كل فكرة تخطر على بالي في ليل أو نهار .. أغرد بها في
تويتر , و أنشرها للجميع , بل الحل الأمثل .. أن أناقش الفكرة مع الأشخاص المقربين
, و المفكرين , و الحكماء , و أصحاب الشأن و الإختصاص .. فأستفيد منهم , و أكتسب
من خبراتهم .. بعيدا عن الجدل العقيم مع الجميع , و لما تنضج أفكاري بعد
..
ثم نظرت في التدوين الشخصي .. هل يمثلني فعلا ؟
فكانت الإجابة و بكل شفافية .. بالتأكيد (( لأ ))
بالطبع لن أتكلم عن الجوانب المظلمة في حياتي الخاصة
و لن أتكلم عن تلك الخصال السيئة فيّ .. و التي أجهلها , و يراها من
حولي
بل سأتكلم عن تلك الصورة المشرقة التي أتمنى أن تبقى في ذاكرة قرائي
.. عني
كعشرات السير الذاتية التي قرأتها
الجميع أراد أن يخلد في أبهى صورة
الجميع برر لنفسه
حتى و إن ذكر أحدهم بعض الحقيقة .. لم ينس في ذات الوقت أن يثير مشاعر
و عواطف القراء ليقفوا في صفه
من كتاب ( حياة في الإدارة ) للمرحوم غازي القصيبي .. و حتى كتاب (
اعترافات لص مجوهرات محترف ) لبيل ماسون
تعاطف الألوف من القراء مع الوزير .. كما تعاطفوا أيضا مع اللص
إذا في الحقيقة .. لن أتكلم هنا عن عبدالإله ( كما هو ) , بل سأتكلم
عن عبدالإله ( الذي أريد ) .. و شتان بين
هذا , و ذاك