الاثنين، 18 يوليو 2011

البداية

لا أزال أتذكر تلك الفرحة التي كانت تغمرني .. عندما تناديني أختي الصغرى : هناك أحد بالهاتف من أجلك .. خصوصا في أيام الإجازة .. كنت ممتن جدا لأولئك الأشخاص - بالطبع أيام الدراسة تأتيني العشرات من الاتصالات للمساعدة في حل واجب .. أو الإجابة على سؤال هنا أو هناك - لاحقا عندما أتت الجوالات .. كانت من أجمل لحظاتي .. تلك التي أسمع فيها نغمة الرسائل الواردة .. و أفتح الجوال لأجد رسالة كتبت من أجلي .. و عندما أصبح لي وجود في العالم الافتراضي .. كنت أطرب جدا حينما أكتب في أحد المنتديات و أرجع بعد يوم لأجد عشرات التعليقات و العديد من الرسائل الخاصة .. وقتها كانت تنتابني نشوة النصر .. و الكثير من تقدير الذات ..
و قريبا في الفيس بوك .. عندما أكتب ستيتس و أجد عشرين رد .. و العديد من اللايكات .. خصوصا من الدكاترة J .. و بعض طلبات الصداقة .. أعتبرها دفعة إيجابية .. و بالمقابل .. عندما أكتب ستيتس .. و لا أجد سوى لايكا واحدا .. من أختي الصغرى ( نفسها التي كانت تعطيني سماعة الهاتف ) .. أعتبر ذلك محبطا .. خصوصا إذا كانت العبارة نابعة من دخلي ..
مؤخرا في تويتر .. العديد من المنشنات و الريتويات كفيلة بأن تجعل ليومي مذاقا آخر
حسنا بعد كل هذه الثرثرة ما الذي تريد قوله ؟؟
باختصار .. لا أريد لكل ما سبق أن يؤثر في كتاباتي هنا .. لا أريد أن أضيع ذاتي وسط محاولاتي لإرضاء الآخرين .. أريد التعبير عن نفسي و أفكاري بصدق و وضوح .. بالمناسبة من السهل جدا أن تكتب عن موضوع قيادة المرأة .. أو اعتقال يوسف الأحمد .. و تحصل على كمية مهولة من الزيارات و التعليقات .. فقط جرب !!
نسيت أن أخبركم بأنني قد تعلمت الكثير في هذا الموضوع من إمامة التراويح .. و أبرزت لي بوضوح أنه لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع ..
في نفس اليوم و بنفس القراءة .. يأتيني العديد من الأشخاص و يبالغوا في مدحي و الثناء علي .. أذكر أحدهم تحمس قليلا و قال لي .. تستحق إمامة الحرم J .. و في نفس ذلك اليوم .. يأتيني أحدهم .. ليشعرني بأن تلاوتي أسوأ تلاوة على وجه البسيطة .. و أني لا أستحق مسجد المحطة التي بجوار بيتنا.. فضلا عن هذا الجامع الفخم !! كلا الفريقين لديه الحق في التعبير عن رأيه .. و لكن ليس لي الحق في أن يتغير مزاجي .. أو أحبط لمجرد أن أحدهم عبر عن رأيه ..
أيضا موقف آخر في هذا السياق .. كان المصلون يطربون للتلاوة على الطريقة الحجازية .. بينما كنت في الواقع عندما أقرأ بها لا أتدبر الآيات و لا أستطيع أن أخشع معها بالقدر المناسب .. فقط كنت أستجيب لمطالبهم لأشعر بالمزيد من التقدير الذات .. و القليل من الثناء و الإشادة .. الآن و بعد مدة من هذه القصة .. أجد أن الصواب كالآتي .. إما أن أقرأ بالطريقة التي تناسبني أو ليتقدم أحدهم بالإمامة نيابة عني ..
لا أتخيل الآن وجوه بعض المصلين .. و هم يرون إمامهم يستمع لطلال مداح !! .. لدي الكثير في هذه التجربة .. سأخبركم به لاحقا ..
اعتقد أن تقديرنا لذواتنا ينبغي أن ينبع من داخلنا .. الناس قد يعجبوا بك .. ينسوك .. في لحظة ما يتجاهلوك .. يمدحوك .. يسبوك .. عندما تتساوى لديك هذه الأمور .. حينها فقط ستتجرد من الآخرين .. و ستبقى في سلام و اطمئنان ..
هذا لا يعني بالطبع أن نتجاهل الآخرين .. و نفرط في الأنانية .. و لكنه فقط يعني .. أن لا نجعل سعادتنا مرتبطة ببشر .. طبيعتهم الخطأ و النسيان .. يعني أيضا أن نبذل للآخرين .. و نعطي كل ما يمكننا عطاؤه .. بدون أن نتنظر العطاء من أحد ..
ختاما : سأضع لنفسي شعارا في أول تدوينة ( تدوينة واحدة صادقة .. مع زيارة واحدة و لا تعليق .. خير من ألف تدوينة و مليون زيارة من فئة .. الجمهور عاوز كده ) .. و دمتم ,,,