السبت، 10 سبتمبر 2011

النية


النية
افتتح الإمام البخاري رحمه الله صحيحه الجامع بحديث ( إنما الأعمال بالنيات , و إنما لكل امريء ما نوى ) .. حديث نبوي من أعظم الأحاديث , يستحق أن نجعله بداية لكل بداية في حياتنا ..

لنجلس مع أنفسنا الليلة ( جلسة نية ) .. نتفرغ و لو لعشرة دقائق .. نستشعر فيها نوايانا .. و نمنح سنتنا هذه لله ..
نجعل كل دقيقة .. و كل ثانية .. و كل قراءة .. و كل مذاكرة لإختبار .. قربة إلى الله .. و عمل نرجو به محبة الله و رضاه و الجنة .. سيتحسن أداؤنا و ستتحسن نفسياتنا ..
لا أزال أتذكر وصية والدي رحمه الله كل يوم قبل أن يوصلني المدرسة في الصباح .. (( و اتقوا الله و يعلمكم الله )) .. عندما تكون نوايانا خالصة لله سيتحول عندها التعليم من مجرد تلقين و تعليم ذاتي إلى تعليم إلهي رباني .. و يعلمكم الله

خلال تدريبنا في المستشفيات .. لننوي زيارة المرضى .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عاد مريضًا نادى منادٍ من السماء: طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً" .. و قال أيضا : "أيما رجل يعودُ مريضًا فإنما يخوض في الرحمة، فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة"
 ما المانع أن نفتتح زيارتنا للمرضى بـ( أسأل الله العظيم , رب العرش العظيم .. أن يشفيك ) سبع مرات , ثم نبدأ في أخذ التاريخ المرضي و الفحص ؟!

أمر أخر أحب أن أنوه عنه في موضوع النية .. و هو أن ننوي ماذا نريد أن نكون في نهاية هذا العام , و ماذا نريد أن نقدم ؟؟
لنصنع خطتنا الشخصية و أهدافنا الحياتية بأنفسنا .. إذا لم نضع لأنفسنا أهدافا و خططا خاصة بنا .. سنندرج بشكل تلقائي تحت خطط و أهداف الآخرين .. سمعت هذه المعلومة من أحد المدربين .. و أستطيع أن أؤكد لكم صدقها .. أغلب الأشخاص الناجحون كانت لهم رؤية مستقلة و أهداف خاصة .. ميزتهم عن من حولهم ..
لا ننسى و نحن نضع أهدافنا أن تشمل جوانب حياتنا المختلفة ( الدراسية و الوظيفية , التطوير الشخصي , العلاقات بشقيها العامة و الشخصية , الجوانب الصحية , الجوانب الروحية ) ..
و هناك عدة خطوات لتحقيق هذه الأهداف :
·        حدد بدقة ما تريد تحقيقه بكل جانب
·        اكتب ما تريد تحقيقه
·        ضع تواريخ لتحقيقها
·        حدد العوائق التي تحول بينك و بين تحقيق أهدافك
·        حدد المعلومات و المهارات التي تحتاجها لتحقيق أهدافك
·        ضع خطة عمل لكل هدف
·        اتخذ إجراء عملي لتحقيق أهدافك ( دائما الخطوة الأولى هي الأهم )
·        تخيل كما لو أنك حققت هدفك ( استخدم قوة عقلك الباطن و قانون الجذب secret  )
·        توكل على الله أولا و آخرا .. و لا تتوقف أبدا ..

في النهاية أحب أهديكم رائعة صلاح الراشد كن ما تشاء :
كن ما تشاء
حكم القضاء
أن الذي تنويه كائن
أرض سماء
بر وماء
قد سخرت لك والمدائن
أنت الذي فضلت خلقا
وأنت الذي سبق المكائن
أطلب تمنى
لا تيأسن
فبرغبات تحرك ساكن

الكون ذو سعة والفكر مفتاح
والنية الحسنة في الدرب مصباح
كم فكرة صعدت في الأفق واتسعت
كم نية سلكت أرضا بها امتلئت

هيا بنا ننشر في النفس أجواء
نحي الموات بها في هذه الساعة
يا رب قوينا
أحدث لنا نيا
يا رب وامنحنا بذي الحظة أمنية

تمنياتي للجميع بسنة سعيدة مليئة بالإنجازات و النجاحات ^_^

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

التدين


                      التدين .. ليس حصريا !!

الحكم على تدين الأشخاص .. و مستوى قربهم من الله .. مبني عند بعض الناس على ثلاثة معايير :
تقصير الثوب
إعفاء اللحية
عدم سماع الأغاني
+ تغطية الوجه ( عند النساء )
فمن انطبقت عليه هذه الصفات فهو شخص متدين , و من لم تنطبق عليه فهو شخص غير متدين . و إن كان يداوم على الصلوات المفروضة في أوقاتها .. و إن اشتهر عنه مد يد المساعدة للمحتاجين .. و إن كان ممن يترفعون عن الغيبة .. و إن كان من أحسن الناس أخلاقا .. كل هذا لا يشفع عند القوم حتى
 يطلقوا عليه لقب متدين !!

لن أناقش الأحكام الشرعية لهذه المعايير .. فهي في النهاية مسائل فرعية .. و ليست من أساسات الدين و أركانه .. و لا يمكن بحال من الأحوال أن نعتبرها مقياس التدين (الحقيقي) ..

فقط أريد أن أقول لعشاق التصنيف : لو تركتم مهام الألوهية و تقسيم الجنة و النار .. و تفرغتم للعبودية .. و إصلاح أنفسكم .. لكان خيرا لكم و أقوم !!