الخميس، 27 سبتمبر 2012

أدون .. أو لا أدون .. ذاك هو السؤال ؟


قبل سنتين تقريبا من الآن قررت أن أكون عبدالإله .. أن أعبر عن أفكاري .. و أنشر آرائي , و أفعل ما أعتقده

و أن أكون أمام الملأ .. كما أريد أن أكون , لا كما يريدني البشر أن أكون

و كان أجمل مكان لتنفيذ هذا القرار .. هو : تويتر , حيث البيئة جديدة بالنسبة لي , و منفتحة , و أغلب من أتابعهم أو يتابعوني لم تتكون لديهم صورة نمطية مسبقة عني بعد

كنت أكتب ما أشاء .. في أي وقت أشاء .. مع من أشاء

تراودني خاطرة ( رومانسية ) في الصباح الباكر عن حلم جميل يداعب مخيلتي المليئة بالحب , و الحياة الوردية الحالمة التي أتمناها .. فأغرد بها

أقتبس من كتب المفكرين و الفلاسفة و أصحاب الديانات و المذاهب المختلفة .. فأغرد منها

أسمع لحنا .. أو أغنية .. تطرب روحي .. فأغرد عنها

أحكي عن نفسي .. عمن حولي .. عن أفراحي .. عن أتراحي

لا يردني سوى كيبوردي أو لوحة مفاتيح آيفوني

..

لكنني بعد فترة .. قررت إعادة النظر في كل هذا من جديد .. كعادتي في كل قرار إتخذته في حياتي

..

هل من الجيد حقا مشاركة الجميع .. كل أفكاري التي أؤمن بها ؟

فكانت الإجابة بعد تفكير طويل .. هو أن تلك الأفكار لا تعدو أن تكون واحدة من ثلاث :

1 – أن تكون الفكرة جيدة .. لكنها لم تنضج بعد , و لم تأخذ حقها من النقاش و التفكير و التمحيص

2 – أن تكون الفكرة هامشية .. ضمن ملايين الأفكار التي نؤمن بها في حياتنا .. بصورة واعية أو غير واعية , و لا تستحق تضييع الوقت للخوض فيها , أو الدفاع عنها

3 – أن أتراجع عن الفكرة نهائيا .. بعد فترة من الزمن .. إما لخطئها , أو لأنها مثالية , و لا تصلح للتطبيق في أرض الواقع

الخلاصة : ليست كل فكرة تخطر على بالي في ليل أو نهار .. أغرد بها في تويتر , و أنشرها للجميع , بل الحل الأمثل .. أن أناقش الفكرة مع الأشخاص المقربين , و المفكرين , و الحكماء , و أصحاب الشأن و الإختصاص .. فأستفيد منهم , و أكتسب من خبراتهم .. بعيدا عن الجدل العقيم مع الجميع , و لما تنضج أفكاري بعد

..

ثم نظرت في التدوين الشخصي .. هل يمثلني فعلا ؟

فكانت الإجابة و بكل شفافية .. بالتأكيد (( لأ ))

بالطبع لن أتكلم عن الجوانب المظلمة في حياتي الخاصة

و لن أتكلم عن تلك الخصال السيئة فيّ .. و التي أجهلها , و يراها من حولي

بل سأتكلم عن تلك الصورة المشرقة التي أتمنى أن تبقى في ذاكرة قرائي .. عني

كعشرات السير الذاتية التي قرأتها

 الجميع أراد أن يخلد في أبهى صورة

الجميع برر لنفسه

حتى و إن ذكر أحدهم بعض الحقيقة .. لم ينس في ذات الوقت أن يثير مشاعر و عواطف القراء ليقفوا في صفه

من كتاب ( حياة في الإدارة ) للمرحوم غازي القصيبي .. و حتى كتاب ( اعترافات لص مجوهرات محترف ) لبيل ماسون

تعاطف الألوف من القراء مع الوزير .. كما تعاطفوا أيضا مع اللص

إذا في الحقيقة .. لن أتكلم هنا عن عبدالإله ( كما هو ) , بل سأتكلم عن عبدالإله ( الذي أريد ) ..  و شتان بين هذا , و ذاك


هناك 6 تعليقات:

  1. نفس المشاعر تراودني د.عبدالإله... أنا أيضا منفتحة على الحياة وأحب مشاركة الناس ولكن تأتي فترات أتساءل فيها عن مدى إتزاني وهل حقا ما فعلته من مشاركة أمر صائب أم أنه مجرد إضاعة وقت؟! هل كان من الأمثل أن أشارك آرائي وتطلعاتي ونظرتي لأمور الحياة مع العالم الإفتراضي أم أوفر وقتي وجهدي وحرفي للأناس أخص؟ هل من أشاركهم يستحقون؟ هل أنا أضع نفسي تحت تصنيف (شخصية عامة) أي متاحة ومتواجدة؟ ماذا عن قضاء ء الأمور بالكتمان؟خصوصا وأنني فتاة فإنني دائما أتساءل هل من الصحيح التداخل والتشارك الذي أقوم به؟ أم أنه يجدر بي الإحتفاظ بأموري لنفسي حيث أن الفتاة أو الإمرأ ة يفضل لها أن تكون حياتها ذات طابع خصوصي أكثر من الرجل؟ ...
    بالمختصر أعتقد أننا وخصوصا نحن (جيل الطيبين) نعاني من هذا الشئ أكثر من غيرنا فنحن لم نولد إلا قبل الإنفتاح الإلكتروني بقليل وشخصيا هذا هو السبب الذي يسبب لي تضاربا في بعض الأحيان. .. ولازلت أحب اةخصوصية ولكن تراني في حالات السعادة على كل موقع إجتماعي ممكن! ههههههه
    وبخصوص سطر جانبك المظلم فأنا أعتقد بل وأؤمن بأن الجانب الأكثر حلكة وظلمة فيك هو جانب منير وهذا دليل على جلد الذات أو على الضمير المستيقظ أو على تربية النفس الذاتية... سمه ما شئت فتلك نفسك وجوانبك..
    ولكن (الطيبون) هم من يعتقدون أن لديهم جانب مظلم وفي النهاية يتضح أنه جميل منير زاه باه :)

    ردحذف
  2. وجدت نفسي كثيراً في تدوينتك هذه يا عبد الإله ..
    إذ أن أغلب المشاكل و الصدامات في حياتي كانت بسبب الأفكار التي أعتنقها أو الآراء التي أؤمن بها و التي قد تتغير يوماً نتيجة توسع مداركي و إنفتاحي على أمور كنت أجهلها ..
    لذلك أعجبني كثيراً تصنيفك لأفكارك و تنقيحها قبل إظهارها على الملاء ..
    الناس اليوم لا تتوانى عن وصف أحدنا بالمتناقض ..ثقافة تغير الأفكار و المبادئ نتيجة دراسه عميقه لها لا يُعد أمر متعارف عليه أو جزء من ثقافتنا بعد ..
    أما عن كونك عبد الإله الذي تُريد في الشبكات الإجتماعيه..لا عبد الإله الذي أنت عليه اليوم ..أراها خطوه إيجابيه رائعه تُحفزك أكثر على أن تكون أكثر مثاليه في الحياة الواقعيه بطريقه ذكيه جداً تعكس ما أنت عليه في الشبكات الإجتماعيه ..
    أسلوبك في التدوين سلس و رائع .. أفكارك واضحه و لا حاجه لقراءة مابين السطور =)

    ردحذف
  3. باختصار,, العفوية جميلة
    تنم عن شفافية فكر وقلب الكاتب
    ولكن قد تورطه لأكثر المشاكل تعقيدا
    لذلك أغبط الناس أمثالك الذين يفكرون ألف مرة قبل أن يكتبوا

    ردحذف
  4. إذا كانت آخر تدوينة لك في 2012 فخوفي أنك اخترت ألا تدون يا دكتور :(

    ردحذف
  5. إذا كانت آخر تدوينة لك في 2012 فخوفي أنك اخترت ألا تدون يا دكتور :(

    ردحذف
  6. إذا كانت آخر تدوينة لك في 2012 فخوفي أنك اخترت ألا تدون يا دكتور :(

    ردحذف